توصل فريق طبى مصرى إلى تقنية جديدة للكشف عن سرطان الثدي تم الإعلان عنها لأول مرة بقسم الصحة العامة وطب المجتمع بطب قصر العينى، وهى جهاز -ضوء الثدى- الذى يستخدم كأداة للكشف المبكر عن سرطان الثدى بمختلف أحجامه.
ويتميز الجهاز بنتائج دقيقة وقلة الآثار الضارة عن الأشعة الصوتية والماموجرام، وذلك وفق دراسة شملت 310 من المترددات على وحدة الماموجرام بقسم الأشعة التشخيصية بالمعهد القومى للأورام، وهو ما يجعله أداة مفيدة مقارنة بما هو متاح من تقنيات نحتاجها بشدة فى مراكز الرعاية الصحية الأولية للكشف المبكر الذى يعد أهم وسيلة للشفاء من سرطان الثدى، خاصة مع غياب المعرفة بعوامل الخطورة ومنها التعرض للتدخين السلبى وقلة ساعات النوم وقلة النشاط البدنى والإكثار من منتجات الألبان خاصة كاملة الدسم كما ذكرت الدراسة.
وقد إستطاع هذا الجهاز الكشف عن وجود الورم بنسبة تتراوح بين 76 و 83% من الحالات وذلك عند تحديد صلاحية ودقة الجهاز الجديد في اكتشاف الإصابة بسرطان الثدى من عدمه مقارنة بالماموجرام الذى تترواح نسبته في إكتشاف الأورام مابين 60 و90% اعتمادا على عمر المريضة وطبيعة نسيج الثدى.
حيث تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين، الأولى إيجابية وهى المريضات بالأورام الخبيثة وعددهن 164 مريضة، والثانية السلبية والتي لا تعانى من المرض وعددهن 146. وتشمل الأورام الحميدة والتهابات وتضخم الغدد اللبنية.
وتوضح د. نرجس لبيب أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بطب القاهرة والمشرف الرئيسى على الدراسة أن جهاز ضوء الثدى إستطاع تأكيد 56 حالة من بين 69 حالة إيجابية تم تشخيصها بواسطة الماموجرام، بما يوازى 82% من الحالات.
أيضا من بين 241 حالة سلبية بواسطة الماموجرام كانت 221 حالة سلبية أيضا بواسطة الجهاز الجديد، وإستنادا إلى الإحصائيات النهائية تبلغ حساسية الجهاز 93٪ والقيمة التنبؤية الإيجابية 91.4٪ والقيمة التنبؤية السلبية 77.8٪ دقة الجهاز الكلية 88.2٪ في الكشف عن سرطان الثدى.
هذه الأرقام كما تفسرها الدكتور نرجس بقولها إننا أمام جهاز جديد ذو دقه فى كشف الإصابة بسرطان الثدى ومعترف به فى الدول الأوروبية، ويعتمد على تقنية بسيطة وهي أشعة الضوء الأحمر غير الضارة -617 نانومتر- التى تمتص بواسطة الهيموجلوبين، وعليه فإن مناطق الأورام ذات الأوعية الدموية الكبري تظهر بشكل معتم، كما أنه يتغلب على العقبات المعروفة أمام استخدام كل من الماموجرام وأشعة السونار، حيث يمتاز بقدرته عن الكشف على أورام الثدى بمختلف أحجامها الصغيرة والكبيرة دون التقيد بمدى كثافة نسيج الثدى، وذلك على عكس السونار الذى يفشل فى الكشف عن الأورام فى النساء ذات الثدى الممتلئ. أيضا لا يعرض الفتاة أو السيدة لمشاكل التعرض للأشعة حيث يسمح بإجرائه منذ سن الـ15عاما، ويمكن تكراره دون خوف على العكس من فحص الماموجرام الذى لا يجري لمن هم دون الـ45عاما.
كما أنه يمتاز برخص سعره مما يسهل من إمكانية توافره في العديد من المؤسسات الطبية ومراكز الرعاية الصحية الأولية للكشف المبكر عن سرطان الثدى والذى يعد أهم وسيلة للشفاء منه.
وكشفت نتائج الدراسة التى أعدتها د.نرجس بمشاركة فريق ضم د. مها محمد غباشى أستاذ الصحة العامة بطب القاهرة، ود. مها حسين هلال أستاذ الأشعة التشخيصية بالمعهد القومى للأورام، ود. منار محمد منير أستاذ الإحصاء الطبى ووبائيات السرطان بالمعهد القومى للأورام، والطبيبة شيماء عبد العليم ماجستير وبائيات ومكافحة السرطان، عن عدد من مؤشرات إنتشار سرطان الثدى، كبداية الحيض في وقت مبكر ما بين -10 و12 عاما- أو إنقطاع الطمث فى سن متأخرة حوالى 45-55 عاماً أو إستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
وكانت نسبة سرطان الثدى الأعلى بين السيدات اللاتى يتمتعن بساعات نوم أقل من 7 ساعات يومياً، أو المتعرضات للتدخين السلبى وكذلك الأقل نشاطاً بدنيا أو اللاتى يتناولن قدراً منخفضاً من الفاكهة مقابل الإكثار من منتجات الألبان خاصة الكاملة الدسم، وبصفة عامة تراوحت أعمار المصابات مابين 34 و58 عاما، 55% منهن ربات منزل مقابل 37٪ من العاملات.
ومن أهم ما رصدته الدراسة هو الإحتياج للتثقيف الصحى وزيادة الوعى حول سرطان الثدى وطرق الكشف المبكر عنه، حيث لن تعرف سوى 27٪ فقط من المشاركات وسائل الكشف المبكر عن سرطان الثدى، منهن 11% أجرين الفحص الذاتى كأحد هذه الوسائل، فى حين أجرت 8% فقط الفحص الذاتى للثدى، وكان أكثر من نصفهن يجرين ذلك مرة واحدة فى الشهر بعد يومين أو ثلاثة من بدء الحيض، وغالبيتهن بدأن الفحص بعد سن 30عاما.
الكاتب: عبير فؤاد احمد.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.